قصة نجاح غير متوقعة: كيف جمعت شركة Throne 4 ملايين دولار لمرحلة التمويل الأولي؟

تُعتبر قصة نجاح شركة Throne، الناشئة التي تعمل على تطوير مرحاض ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي، قصةً غنية بالمصادفات السعيدة التي تبدو وكأنها من صنع القدر. فقد جمعت الشركة مؤخراً 4 ملايين دولار أمريكي في جولة تمويل أولية بقيادة كايتي جاكوبس ستانتون، مؤسسة Moxxie Ventures، بالإضافة إلى مشاركة عدد من شركات رأس المال الاستثماري، ومجموعة من المستثمرين الملائكيين البارزين مثل لانز أرمسترونغ، وتارا فيسواناثان (مؤسسة مشاركة في Rupa Health)، وجاستن ماريس (مؤسس TrueMed).

Throne: مرحاض ذكي يُغيّر قواعد اللعبة

Throne ليست مرحاضًا بالمعنى التقليدي، بل هي عبارة عن جهاز يُثبت على المرحاض العادي، ويستخدم تقنية الرؤية الحاسوبية (كاميرات مثبتة داخل وعاء المرحاض بالإضافة إلى برنامج ذكاء اصطناعي) لتحليل صحة الجهاز الهضمي. يُقدم الجهاز معلومات قيّمة حول العديد من المؤشرات الصحية، بما في ذلك مستوى الترطيب، ووظائف المسالك البولية، بالإضافة إلى مؤشرات على بعض الحالات الصحية المزمنة. وقد صُممت البرمجيات لتوفير أعلى مستويات الخصوصية، حيث يتم إخفاء هوية المستخدمين عند إرسال البيانات للباحثين.

يُعتبر الجهاز حاليًا في مرحلة النموذج الأولي، ومن المقرر إطلاقه في يناير 2026، وفقًا لما ذكره سكوت هيكل، الرئيس التنفيذي والمشرف على التأسيس. ولم يقتصر نجاح Throne على جولة التمويل، بل شمل أيضًا تعيين جون كابوديلوبو كرئيسٍ للمنتجات، وهو معروف بتجربته كرئيسٍ تنفيذي مشارك سابق لشركة WHOOP، الرائدة في مجال الساعات الذكية.

بداية غير متوقعة: من نكتة إلى شركة ناشئة

بدأت قصة هيكل، مهندس ميكانيكي، وتيم بلومبرج، مهندس برمجيات، في عام 2021 خلال جلسة لعب البوكر مع الأصدقاء في أوستن. بدأوا بمناقشة أفكار لريادة أعمال، وذكر تيم فكرة "المراحيض الذكية"، ليرد سكوت ضاحكًا: "فكرة مضحكة، اسم الشركة سيكون Throne".

في عام 2023، فشلت الشركة الناشئة السابقة لهيكل وبلومبرج التي كانت تعمل في مجال برمجيات التوظيف للممرضين. اتصلوا بمستثمريهم لإخبارهم عن حاجتهم لفكرة جديدة أو إرجاع الأموال. فجأة، اقترح أحد المستثمرين عليهم فكرة "المراحيض الذكية" قائلاً: "لقد فكرتم في المراحيض الذكية؟ لقد سمينا الشركة بالفعل! Throne".

اعتبروا ذلك علامة، وبدأوا بالبحث، واستشاروا والدة هيكل، وهي طبيبة متخصصة في طب الشيخوخة. سألها هيكل عن الفوائد الطبية المحتملة لتحليل النفايات البشرية، لتروي له قصصًا عن صور النفايات التي يرسلها مرضاها لها. أكدت له إمكانية استخدام تحليل النفايات لتشخيص العديد من الحالات الصحية، مثل متلازمة القولون العصبي، والتهاب القولون التقرحي، وبعض أنواع سرطان القولون، وأمراض الكلى المزمنة، وتضخم البروستاتا، بالإضافة إلى حالات أخرى يمكن تحديدها أو مراقبتها من خلال تحليل أنواع أخرى من النفايات، مثل الدم الحيضي.

التحديات والنجاحات: من فقدان الثقة إلى جولة تمويل ضخمة

لم يكن الجميع متحمسًا لفكرة Throne. فقد عارض أحد مستثمريهم الفكرة بشدة، وأراد استعادة أمواله. وصف هيكل هذه التجربة بأنها "قاسية"، ليس فقط لفقدان رأس المال، بل لفقدان الثقة أيضًا. لكنهم، بعد إرجاع الأموال، واجهوا المزيد من الأشخاص الذين أحبوا الفكرة.

لقاءات حاسمة: من لانز أرمسترونغ إلى كبار الباحثين

أدت اتصالاتهم في أوستن إلى التعرف على مدير أعمال لانز أرمسترونغ، الذي رتّب لهم لقاءً معه. وقد ساهم أرمسترونغ، الذي عانى من سرطان البروستاتا، بمبلغ مالي في الشركة.

كما أدت هذه اللقاءات إلى التعرف على كابوديلوبو، الذي استثمر أيضًا في الشركة وانضم إليها كشريك مؤسس. كان كابوديلوبو يعاني من التهاب القولون التقرحي، وكان عضوًا في مجلس أمناء مؤسسة كرون وكوليتيس، مما أضاف خبرته في تصنيع الأجهزة إلى الفريق.

أما اللقاء مع كايتي جاكوبس ستانتون، فقد تم بفضل صداقة هيكل مع تارا فيسواناثان، التي ربطته بها منذ المدرسة الثانوية.

الشراكات البحثية: ركيزة أساسية للنجاح

حظيت Throne أيضًا بشراكات بحثية مهمة مع جامعتي واشنطن وشيكاغو، اللتان تعملان على التحقق من فعالية برنامجها. وقد تم التوصل لهذه الشراكات من خلال مصادفات سعيدة، مثل الجلوس بجوار باحث متخصص في أمراض المسالك البولية في طائرة، والتعرف على عمّ أحد أصدقائه، وهو باحث متخصص في الجهاز الهضمي وعضو في مجلس إدارة مؤسسة كرون وكوليتيس.

الحظ أم الجهد؟

يصف هيكل قصة نجاح Throne بأنها "مزيج من الحظ والجهد". فقد ساهمت المصادفات السعيدة في جذب المستثمرين والشركاء، لكن العمل الدؤوب والمثابرة كانا أساس النجاح. يعتقد هيكل أن العالم يريد أن تنجح Throne، وأن هذه الرغبة هي ما دفعهم إلى الأمام. وقد ساهم في ذلك أيضاً فريق عمل متميز، وخبرة واسعة في مجالات متعددة، بالإضافة إلى فكرة مبتكرة تلبي حاجة حقيقية في السوق. وقد استثمرت في جولة التمويل الأولي أيضاً شركات رأس مال استثماري مثل Accomplice، وLong Journey Ventures، وV1.VC، وNight Capital، وRetron VC، وMyelin Ventures. وتُعد هذه القصة دليلاً على أهمية المثابرة والشبكات، وكيف أن المصادفات السعيدة قد تُفتح أبواب النجاح.