أخبار التكنولوجيا

يمنع تحديث Windows الجديد للإشارة النظام من التقاط لقطات الدردشة

تحديث جديد لتطبيق سيجنال على ويندوز يمنع التقاط لقطات شاشة للدردشات

يُمثّل الخصوصية على الإنترنت تحديًا متزايدًا في عصرنا الرقمي، حيث تتزايد قدرة الشركات على جمع البيانات الشخصية وتحليلها. وتُعتبر تطبيقات التراسل المُشفّرة، مثل سيجنال، خط الدفاع الأول أمام هذه التحديات. أصدرت سيجنال مؤخرًا تحديثًا جديدًا لتطبيقها على نظام التشغيل ويندوز، يهدف إلى تعزيز خصوصية المستخدمين ومنع التقاط لقطات شاشة لمحتوى الدردشات. فلنستعرض تفاصيل هذا التحديث وأهميته في ضوء التطورات الأخيرة في مجال الخصوصية الرقمية.

ميزة "أمان الشاشة": درع جديد ضد التقاط لقطات الشاشة

أعلنت سيجنال عن إضافة ميزة جديدة أطلقت عليها اسم "أمان الشاشة" (Screen Security) إلى تطبيقها على نظام ويندوز. تُفعّل هذه الميزة بشكل افتراضي على ويندوز 11، وتعمل على منع نظام التشغيل من التقاط لقطات شاشة لمحتوى تطبيق سيجنال المعروض على الشاشة. يأتي هذا الإجراء استجابةً لمخاوف تتعلق بميزة "التذكير" (Recall) التي أعلنت عنها مايكروسوفت في العام الماضي.

ميزة "التذكير" من مايكروسوفت: الجدل والقلق

تُتيح ميزة "التذكير" من مايكروسوفت لنظام ويندوز التقاط لقطات شاشة بشكل مستمر، مما يسمح للمستخدمين بالرجوع إلى سجل نشاطاتهم على الكمبيوتر. وبالرغم من أن مايكروسوفت أوقفت نشر هذه الميزة مؤقتًا بعد موجة انتقادات واسعة، إلا أنها أعادت اختبارها في أبريل الماضي عبر قناة معاينة ويندوز (Windows Preview Channel). وعلى الرغم من جعل الميزة اختيارية وإضافة إمكانية إيقافها مؤقتًا، إلا أن سيجنال تعتبر أن هذه الميزة لا تزال تشكل تهديدًا للخصوصية، حيث يمكنها التقاط محتوى حساس.

آلية عمل ميزة "أمان الشاشة"

عند تمكين ميزة "أمان الشاشة" في سيجنال، سيحصل المستخدم على شاشة فارغة عند محاولة التقاط صورة للشاشة. هذا يعني أن أي محاولة لالتقاط لقطة شاشة للدردشات أو أي محتوى آخر داخل تطبيق سيجنال ستفشل. ولكن، من المهم التنبيه إلى أن تفعيل هذه الميزة قد يؤثر على بعض الوظائف الأخرى، مثل برامج قراءة الشاشة (screen readers)، وقد لا تعمل بشكل صحيح.

إعدادات الخصوصية وإدارة ميزة "أمان الشاشة"

يمكن للمستخدمين تعطيل ميزة "أمان الشاشة" من خلال إعدادات سيجنال: إعدادات > الخصوصية > أمان الشاشة. لكن التطبيق يعرض تحذيرًا قبل تعطيل هذه الميزة، ويطلب من المستخدم النقر على زر "تأكيد" لتجنب إيقافها عن طريق الخطأ أثناء تعديل الإعدادات الأخرى.

موقف سيجنال من ميزة "التذكير"

أعربت سيجنال عن قلقها من ميزة "التذكير" في بيانها الرسمي، مؤكدةً على ضرورة مراعاة فرق الذكاء الاصطناعي للمخاطر المتعلقة بمثل هذه الميزات على خصوصية المستخدمين. وأشارت سيجنال إلى أن تطبيقات مثل سيجنال لا ينبغي أن تضطر إلى استخدام "حيل" تقنية خاصة للحفاظ على خصوصية المستخدمين، بل يجب توفير أدوات تطوير مناسبة من قبل شركات أنظمة التشغيل. وتُعتبر هذه التصريحات دعوةً واضحةً لشركات التكنولوجيا الكبرى لإعطاء الأولوية للخصوصية في تصميم منتجاتها وخدماتها.

الأبعاد القانونية والأخلاقية لجمع البيانات

يُثير هذا النقاش حول ميزة "التذكير" من مايكروسوفت تساؤلات حول الأبعاد القانونية والأخلاقية لجمع البيانات الشخصية. ففي ظلّ التطور السريع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تتزايد قدرة الشركات على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، مما يثير مخاوف جدية حول انتهاك الخصوصية واستخدام البيانات الشخصية لأغراض غير مرغوب فيها. وتُعتبر قوانين حماية البيانات، مثل قانون حماية البيانات العامة (GDPR) في الاتحاد الأوروبي، خطوةً هامةً نحو تنظيم جمع البيانات واستخدامها، لكنها تحتاج إلى تطوير مستمر لمواكبة التطورات التكنولوجية.

دور المستخدمين في حماية خصوصيتهم

لا يقتصر دور حماية الخصوصية على الشركات التقنية وحدها، بل يتحمل المستخدمون أيضًا مسؤولية حماية بياناتهم الشخصية. يجب على المستخدمين أن يكونوا على دراية بسياسات الخصوصية للتطبيقات والخدمات التي يستخدمونها، وأن يختاروا بعناية التطبيقات التي تُعطي الأولوية للخصوصية والأمان. كما يجب عليهم أن يكونوا حذرين من مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة على الإنترنت، وأن يستخدموا كلمات مرور قوية وصعبة التخمين.

مستقبل حماية الخصوصية في عالم التكنولوجيا

يُعتبر تحديث سيجنال الأخير خطوةً هامةً في مجال حماية الخصوصية، لكنه لا يُمثل الحل النهائي. فالتحديات المتعلقة بالخصوصية في عالم التكنولوجيا تتطلب تعاونًا بين الشركات التقنية، واضعي السياسات، والمستخدمين أنفسهم. يجب على الشركات التقنية أن تُعطي الأولوية للخصوصية في تصميم منتجاتها وخدماتها، وأن تُوفر للمستخدمين أدوات للتحكم في بياناتهم الشخصية. أما واضعي السياسات، فيجب عليهم وضع قوانين صارمة لحماية البيانات الشخصية، وضمان محاسبة الشركات التي تنتهك خصوصية المستخدمين. وأخيرًا، يجب على المستخدمين أن يكونوا أكثر وعيًا بحقوقهم في الخصوصية، وأن يطالبوا الشركات التقنية باحترام خصوصيتهم. فمستقبل الخصوصية الرقمية يعتمد على تضافر الجهود من جميع الأطراف.

الخلاصة

يُمثل تحديث سيجنال الجديد خطوةً مهمةً في حماية خصوصية المستخدمين على نظام ويندوز. فهو يُظهر التزام سيجنال بحماية بيانات المستخدمين، ويُسلط الضوء على أهمية التعاون بين الشركات التقنية والمستخدمين لحماية الخصوصية في عالم رقمي متزايد التعقيد. يبقى هذا الموضوع محل نقاش مستمر، ويتطلب جهدًا متواصلًا من جميع الأطراف المعنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى