أخبار التكنولوجيا

“جي 42″ الإماراتية و”ميسترال” تتعاونان لتطوير الجيل القادم من منصات الذكاء الاصطناعي

شراكة استراتيجية بين "جي 42" الإماراتية و"ميسترال إيه آي" الفرنسية: نحو جيل جديد من منصات الذكاء الاصطناعي

image

تُمثّل الشراكة المُبرمة بين مجموعة "جي 42" الإماراتية الرائدة في مجال التكنولوجيا المتقدمة، وشركة "ميسترال إيه آي" الفرنسية، صاحبة الريادة في تطوير نماذج اللغات الكبيرة، خطوةً نوعيةً في مسيرة تطوير الذكاء الاصطناعي عالميًا. أُعلن عن هذا التحالف الاستراتيجي خلال فعاليات "اختر فرنسا"، مُرسخًا بذلك فصلًا جديدًا في التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين الإمارات وفرنسا، والذي امتد لعقود طويلة. وليس هذا التحالف مجرد اتفاق تجاريّ، بل هو تعاونٌ عميقٌ يهدف إلى بناء مستقبلٍ قائم على الابتكار المُستدام والوصول العادل إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

تكاملٌ فريدٌ للخبرات والقدرات

يجمع هذا التعاون بين الخبرات المُتراكمة لمجموعة "جي 42" في مجال البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، من خلال شركاتها التابعة مثل "كور 42" المتخصصة في توفير البنية التحتية السحابية عالية الأداء، و"إنسبشن" التي تُركز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة، وبين التقدم البحثي المتميز لشركة "ميسترال إيه آي" في مجال النماذج اللغوية الكبيرة المفتوحة المصدر. يُعتبر هذا التكامل نموذجًا فريدًا يجمع بين القوة الحسابية الضخمة والخبرة في تطوير البنية التحتية من جهة، والابتكار في مجال تطوير النماذج اللغوية المتقدمة من جهة أخرى.

البنية التحتية: ركيزةٌ أساسيةٌ للنجاح

image

تُركز الشراكة بشكلٍ كبير على بناء بنية تحتية متينة وقوية قادرة على دعم تطوير وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة. تُساهم "كور 42" بخبرتها الواسعة في هذا المجال، مُقدّمةً حلولًا تقنيةً متطورةً تُمكّن من تدريب النماذج بكفاءة عالية، وتُسهّل الوصول إليها من قِبل الباحثين والمُطورين على حدٍ سواء. هذا الاستثمار في البنية التحتية يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية لضمان استدامة وتوسع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات.

تطوير النماذج اللغوية: نحو ذكاء اصطناعي أكثر ذكاءً

تُساهم "ميسترال إيه آي" بخبرتها الرائدة في تطوير النماذج اللغوية الكبيرة، مُقدّمةً حلولًا مبتكرةً تُعزز من قدرات هذه النماذج في الفهم والتحليل وإنتاج النصوص. تركز الشراكة على تطوير نماذج لغوية متعددة اللغات، مُراعيةً الاحتياجات الخاصة للأسواق المختلفة، بما في ذلك أسواق الشرق الأوسط وأوروبا ودول الجنوب العالمي. هذا التوجه نحو النماذج اللغوية المُتعددة اللغات يُعتبر خطوةً مهمةً نحو ديمقراطية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

حوكمة الملكية الفكرية والاستقلالية التقنية

تُولي الشراكة أهميةً كبيرةً لحوكمة الملكية الفكرية، مع ضمان استقلالية "ميسترال إيه آي" التقنية. هذا النهج يُضمن حماية الابتكار وتعزيز التعاون المفتوح والشفاف. يُعتبر هذا الجانب مُحوريًا لضمان نجاح الشراكة على المدى الطويل، وتشجيع المزيد من الاستثمارات في مجال البحث والتطوير.

تعاونٌ أكاديميّ: بناءٌ للكفاءات وتطويرٌ للبحوث

يتجاوز هذا التعاون الجوانب التجارية ليُشمل جانبًا أكاديميًا وبحثيًا هامًا. ستُجري "ميسترال إيه آي" مباحثاتٍ مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، إحدى الجامعات الرائدة عالميًا في هذا المجال، بهدف التعاون في مجالات البحوث المتقدمة، وتطوير النماذج التأسيسية الحدودية، وتنمية الكفاءات البشرية في مجال الذكاء الاصطناعي. هذا التعاون الأكاديمي يُعدّ مُكمّلًا للجانب التجاري، حيث يُساهم في بناء منظومة معرفية متكاملة، وتدريب جيل جديد من الخبراء في هذا المجال الحيوي.

تطوير النماذج التأسيسية الحدودية: تحدياتٌ وفرصٌ

يُركز التعاون الأكاديمي على تطوير النماذج التأسيسية الحدودية (Frontier Foundational Models)، وهي نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة تتميز بقدراتها الهائلة في معالجة البيانات والتعلم. يُمثّل تطوير هذه النماذج تحديًا كبيرًا، ولكنه يُفتح آفاقًا واسعةً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، من الرعاية الصحية إلى التعليم والتمويل.

نحو مستقبلٍ ديمقراطيّ للذكاء الاصطناعي

تُمثّل هذه الشراكة خطوةً مُهمةً نحو بناء مستقبلٍ ديمقراطيّ للذكاء الاصطناعي، حيث تهدف إلى توفير الوصول العادل إلى هذه التكنولوجيا المتقدمة لمختلف القطاعات والمجتمعات. من خلال الجمع بين الخبرات والقدرات، تسعى الشراكة إلى دفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، وتوفير حلولٍ قابلة للتطبيق على نطاقٍ واسع.

الإمارات وفرنسا: قوتان رئيسيتان في مجال الذكاء الاصطناعي

يعزز هذا التحالف مكانة الإمارات وفرنسا كقوتين رئيسيتين في مجال الذكاء الاصطناعي، ويُساهم في وضع معايير جديدة للتعاون الدولي في هذا المجال. يُعتبر هذا التعاون نموذجًا يحتذى به للدول الأخرى، حيث يُبرز أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات المُشتركة، وبناء مستقبلٍ قائم على الابتكار المُستدام والتنمية المُستدامة. ويُعدّ هذا التحالف بمثابة خطوةٍ أولى نحو بناء شراكاتٍ عالميةٍ أوسع نطاقًا في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يُساهم في تعزيز التقدم التكنولوجي العالمي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى