أخبار التكنولوجيا

تقوم Strava بشراء تطبيقات التدريب الرياضية – First Runna ، والآن الانفصال

استحواذ سترافا على تطبيقات التدريب الرياضي: خطوة نحو هيمنة شاملة؟

image

تُعدّ سترافا (Strava)، منصة اللياقة البدنية الاجتماعية الشهيرة، من بين أكثر التطبيقات ربحًا وشعبيةً عالميًا. ولكنها في الآونة الأخيرة اتجهت نحو استراتيجية جديدة، تتمثل في الاستحواذ على تطبيقات تدريب رياضية متخصصة، مما أثار تساؤلات حول أهدافها المستقبلية ومدى تأثير ذلك على مستخدميها. ففي غضون شهر واحد فقط، أعلنت سترافا عن استحواذها على تطبيق "ذا بريكةواي" (The Breakaway) للتدريب على ركوب الدراجات، بعد استحواذها على تطبيق "رانا" (Runna) المخصص لمتسابقي الجري. دعونا نتعمق في تفاصيل هذه الاستحواذات ونتناول آثارها المحتملة.

التطبيقات المستحوذ عليها: رانا وذا بريكةواي

image

رانا (Runna): تطبيق بريطاني مدعوم من شركة JamJar، يقدم خطط تدريب شخصية لمتسابقي الجري، معتمدًا على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد التدريبات الأنسب بناءً على مستوى اللياقة البدنية والأهداف الشخصية للعداء. يمتاز التطبيق بواجهة مستخدم سهلة وبديهية، ويسعى إلى تحسين أداء العدائين من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة.

ذا بريكةواي (The Breakaway): تطبيق خرج من حاضنة Y Combinator في صيف 2021، ويُركز على رياضة ركوب الدراجات. يُقدم هذا التطبيق، شأنه شأن رانا، خطط تدريب مُخصصة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مُصممة لمساعدة راكبي الدراجات على تحقيق أهدافهم، سواء كانت تتعلق بتحسين السرعة أو التحمل أو المشاركة في سباقات. يُعرف التطبيق بتركيزه على البيانات التحليلية الدقيقة وتوفير تغذية راجعة مُفصّلة للمستخدمين.

image

أهداف سترافا من وراء الاستحواذات

تُشير هذه الاستحواذات إلى رغبة سترافا الواضحة في التوسع في مجال توفير أدوات التدريب المُخصصة لمستخدميها. فبينما تُقدّم سترافا بالفعل إمكانية تتبع التمارين الرياضية وتخطيط المسارات الخارجية، إلا أن إضافة تطبيقات تدريب متخصصة تُعتبر خطوة استراتيجية نحو توفير تجربة مُتكاملة وشاملة. تسعى سترافا من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز مكانتها كمنصة رائدة في مجال اللياقة البدنية، وتوفير قيمة مضافة لمستخدميها من خلال توفير أدوات تدريب متقدمة.

تأثير الاستحواذات على مستخدمي سترافا

image

يُثير هذا التوجه تساؤلات حول مدى تأثير هذه الاستحواذات على مستخدمي سترافا. فبعض المستخدمين قد يفضلون استخدام تطبيقات خارجية أخرى لتخطيط روتينهم الرياضي، وقد يشعرون بالقلق من تغيير النظام الحالي. ولكن، أكد مايكل مارتن، الرئيس التنفيذي لشركة سترافا، أن الشركة لا تخطط لإيقاف دعم واجهة برمجة التطبيقات (API) المفتوحة، مما يُطمئن المطورين ومستخدمي التطبيقات الخارجية. مع ذلك، يبقى مصير التطبيقات المستحوذ عليها، وكيفية دمجها مع سترافا، موضوعًا مفتوحًا.

التكامل المحتمل بين التطبيقات

لم تُوضح سترافا بعد كيفية دمج ميزات تطبيقات رانا وذا بريكةواي في تطبيقها الرئيسي. وأعلن مارتن أن رانا ستبقى تطبيقًا قائمًا بذاته على الأقل، مما يُرجّح اتباع نفس النهج مع ذا بريكةواي. لكن الهدف النهائي هو تقليل "احتكاك" تجربة المستخدم، كما وصفها مارتن. فهو يتصور سيناريو حيث يخطط المستخدم لمساره على سترافا، ثم يستخدم رانا أو ذا بريكةواي للتدريب، ثم يعود إلى سترافا لمشاركة النتائج. يُعتبر هذا التكامل السلس هدفًا رئيسيًا لسترافا.

الأسعار والاشتراكات

يُطرح سؤال هام حول تأثير الاستحواذات على أسعار الاشتراكات. يبلغ سعر اشتراك سترافا السنوي حوالي 80 دولارًا، بينما تبلغ أسعار اشتراكات رانا وذا بريكةواي السنوية حوالي 120 دولارًا و 70 دولارًا على التوالي. وقد أكد مارتن في تصريح سابق أنه لا توجد خطط لتغيير الأسعار أو إزالة الوصول إلى الإصدارات المجانية من هذه التطبيقات. لكن يبقى هذا الأمر مُعَرّضًا للتغيير مع مرور الوقت، خصوصًا مع التكامل المحتمل بين التطبيقات.

الجانب الاجتماعي وخصوصية البيانات

تُعرف سترافا بميزة مشاركة البيانات الاجتماعية، التي تتيح للمستخدمين رؤية أنشطة أصدقائهم. لكن هذه الميزة تُثير بعض المخاوف حول الخصوصية، خصوصًا مع إعدادات الخصوصية الافتراضية العامة. يُنصح المستخدمون بمراجعة إعداداتهم للتأكد من عدم مشاركة بياناتهم الشخصية دون قصد. مع زيادة البيانات التي تجمعها سترافا من خلال هذه الاستحواذات، يُصبح من الضروري أن تُعزز الشركة إجراءات حماية البيانات وتُوضح سياساتها بوضوح.

الاستنتاج: نحو منصة متكاملة للياقة البدنية؟

تُمثل استحواذات سترافا على تطبيقات رانا وذا بريكةواي خطوة استراتيجية نحو بناء منصة متكاملة للياقة البدنية. فبدمج هذه التطبيقات، تسعى سترافا إلى توفير تجربة مستخدم مُحسّنة، وتعزيز مكانتها في سوق تطبيقات اللياقة البدنية المُتنافسة. لكن يبقى نجاح هذه الاستراتيجية مُرتبطًا بكيفية دمج هذه التطبيقات، وتأثيرها على تجربة المستخدم، وكيفية معالجة الشركة لمخاوف الخصوصية. فمع تزايد استخدام تطبيقات اللياقة البدنية، يُصبح من الضروري أن تُركز الشركات على توفير تجربة مستخدم مُتكاملة تحترم خصوصيته في آن واحد. فهل ستنجح سترافا في تحقيق هذا التوازن؟ يبقى هذا السؤال مفتوحًا للإجابة مع مرور الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى